سوق العملات الرقمية يواجه تقلبات جديدة مع تراجع البيتكوين وDOGE وXRP
شهد سوق العملات الرقمية بداية مضطربة هذا الأسبوع، حيث قادت عملات رئيسية مثل دوجكوين (DOGE) وXRP موجة التراجع. بينما كانت البيتكوين تقترب من مستوى 70,000 دولار، واجهت صعوبة في الحفاظ على زخمها، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 1% أثر على السوق بأكمله. تراجع مؤشر CoinDesk 20، الذي يتابع أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة تقارب 2%.
إلى جانب الضغط الذي تعرض له السوق، شهدت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) تدفقات خارجية مفاجئة بقيمة 80 مليون دولار، ما قطع سلسلة تدفقات إيجابية استمرت لسبعة أيام، وأشار إلى تحول في معنويات المستثمرين.
تراجع البيتكوين وتأثيره على DOGE وXRP
فشلت البيتكوين في الوصول إلى المستوى المرتقب عند 70,000 دولار، حيث استولى البائعون على السوق، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 1%. أدى هذا التراجع إلى تأثير دومينو على باقي العملات الرئيسية، بما في ذلك DOGE وXRP. وانخفضت دوجكوين بنسبة 5% بعد موجة صعودية بفضل دعم جديد من إيلون ماسك، بينما انخفضت XRP بنسبة 4% بعد أسبوع قوي مدعوم بتطورات إيجابية في قضيتها القانونية ضد هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC).
شهد مؤشر CoinDesk 20 أيضًا إشارات ضعف، حيث تراجع بنسبة 2% مع تأثر السوق الأوسع بانخفاض البيتكوين. جاء هذا التغيير المفاجئ في معنويات السوق عندما أقدم المتداولون على جني الأرباح، مما أدى إلى تحول الاتجاه ضد بعض العملات التي كانت الأفضل أداءً في الأسبوع السابق.
تدفقات خارجية كبيرة من صناديق البيتكوين المتداولة (ETFs)
ما فاجأ الكثيرين هو التدفق الخارجي الصافي بقيمة 80 مليون دولار من صناديق البيتكوين ETFs، مما يمثل أول كسر في سلسلة تدفقات إيجابية استمرت لسبعة أيام. يشير هذا التحول إلى أن المستثمرين ربما يجنون الأرباح بعد صعود البيتكوين الأخير. من الجدير بالذكر أن صندوق ARKB التابع لشركة Ark Invest شهد تدفقًا خارجيًا هائلًا بقيمة 134 مليون دولار، وهو أكبر تدفق خارجي يواجهه الصندوق حتى الآن.
ومع ذلك، كانت هناك إشارات إيجابية وسط هذه التدفقات الخارجية. حيث سجل صندوق IBIT التابع لشركة بلاك روك تدفقًا داخليًا بقيمة 42 مليون دولار، مما يظهر أن بعض المستثمرين لا يزالون متفائلين بشأن آفاق البيتكوين القريبة. كما سجلت صناديق FBTC التابعة لفيديليتي وHODL التابعة لفان إيك تدفقات داخلية بقيمة 8 ملايين دولار و3 ملايين دولار على التوالي، إلا أن الاتجاه العام في السوق أصبح أكثر حذرًا.
تراجع السيولة المستقرة: علامة تحذيرية؟
أحد العوامل التي ربما تساهم في صعوبة البيتكوين في كسر حاجز 70,000 دولار هو استقرار السيولة المستقرة. غالبًا ما تُعتبر العملات المستقرة، مثل USDT وUSDC، الوقود لعمليات شراء العملات الرقمية السريعة، مما يوفر للمتداولين السيولة. ووفقًا للمحللين، فإن أحجام تداول العملات المستقرة كانت ثابتة منذ أواخر سبتمبر، مما يشير إلى أن المشترين قد ينتظرون مزيدًا من الوضوح في السوق.
يثير هذا التباطؤ في نمو العملات المستقرة القلق، لأنه غالبًا ما يتزامن مع انخفاض في القوة الشرائية في السوق. بدون تدفق رأس مال جديد، قد تجد العملات الرقمية الرئيسية مثل البيتكوين صعوبة في الحفاظ على زخم الصعود. وكما أوضح أليكس كوبتسيكفيتش، كبير المحللين في FxPro: “عدم زيادة حجم تداول العملات المستقرة ساهم في فشل البيتكوين في تجاوز مستوى المقاومة 70 ألف دولار.”
ما هي الخطوة التالية للبيتكوين وسوق العملات الرقمية؟
بالنسبة للمستثمرين، يمثل هذا التراجع تذكيرًا بتقلبات سوق العملات الرقمية. قد يكون النضال الحالي للبيتكوين من أجل تجاوز مستوى 70,000 دولار مخيبًا للآمال، لكن المتداولين لا يزالون يراقبون الصورة الكبرى. لا يزال بعض المحللين متفائلين بأن البيتكوين قد تتجه نحو 80,000 دولار في الأسابيع المقبلة، خاصة مع اقتراب أحداث عالمية كبرى مثل الانتخابات الأمريكية.
ومع ذلك، فإن الطريق إلى الأمام بعيد عن الوضوح. يشير التباطؤ في نشاط العملات المستقرة، إلى جانب التدفقات الخارجية الكبيرة من صناديق ETFs، إلى أن السوق قد يحتاج إلى محفز جديد لاستعادة الزخم. يجب على المتداولين أن يبقوا حذرين ويتجنبوا الاستدانة المفرطة في مثل هذه البيئة السوقية الحساسة.
من ناحية أخرى، كانت العملات متوسطة وصغيرة الحجم مثل Bonk (BONK) وApeCoin (APE) من بين الأكثر تضررًا، حيث انخفض كلاهما بنسبة تزيد عن 7%. يعزز هذا البيع الواسع تقلبات السوق ككل، ويؤكد الحاجة إلى إدارة المحافظ بحذر.
الخلاصة
تُظهر التحركات الأخيرة في السوق أن العملات الرقمية رغم ما تقدمه من فرص، إلا أنها تأتي بمخاطر كبيرة. مع التدفقات الخارجية لصناديق البيتكوين ETFs وتباطؤ السيولة المستقرة، من الواضح أن السوق قد يبقى في مرحلة التجميع في المستقبل القريب. يجب على المستثمرين توخي الحذر، ومراقبة مستويات المقاومة الرئيسية للبيتكوين، والاستعداد لتقلبات محتملة في المعنويات.
بالنسبة لأولئك الذين يتبنون نظرة طويلة المدى، قد يمثل هذا التراجع فرصة لتجميع الأصول بأسعار أكثر جاذبية. وكما هو الحال دائمًا، تبقى الأبحاث المتأنية وإدارة المخاطر أمرين أساسيين للتنقل بأمان في هذه الأسواق المضطربة.